دور القوّات الجوّيّة الأمريكيّة في هزيمة تنظيم الدولة

لا توجد تعليقات

المصدر : مؤسسة راند الأمريكية

ترجمة: مركز الخطابي

اقتحم تنظيم الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّام (داعش) المشهد في حزيران عام 2014 من خلال غزو أجزاء كبيرة من العراق وسورية وهزيمة الجيش العراقيّ، الّذي درّبته الولايات المتّحدة، بسهولة. وعلى الرّغم من أنّ بقاء الحكومة العراقيّة بدا على المحكّ، إلا أنّ الولايات المتّحدة كانت قلقة من تدخّل برّيّ آخر في العراق. ومع ذلك، فإنّ احتمال انتشار عدم الاستقرار والأزمات الإنسانيّة دفع الولايات المتّحدة إلى التّحرّك. كيف يمكن للولايات المتّحدة أن تمتص زخم “داعش” ثمّ تهزم التّنظيم الّذي سيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في العراق وسورية دون الزج بقوات برية غفيرة؟ سرعان ما اتضح الجواب: القوّة الجوّيّة.

كيف كانت القوّة الجوّيّة حاسمة في عمليّة العزم الصلب (OIR)

في عمليّة العزم الصلب، تبنّت الولايات المتّحدة استراتيجيّة “المسؤوليّة والمخاطر المحدودة” لهزيمة داعش، طلبت من شركائها في كل من العراق وسورية لتنفيذ عمليّات برّيّة مزدوجة بهدف توفير الجهد المركزيّ.

 عوضاً عن ذلك، لعب أما الجيش الأمريكيّ وشركاؤه في التّحالف – 29 دولة ساهمت في الدّعم العسكريّ – فقد أدّوا دوراً داعماً، حيث ساهموا في المقام الأوّل بالقوّة الجوّيّة الحاسمة في العمليّات القتاليّة. على سبيل المثال، أوقفت القوّة الجوّيّة هجوم داعش عام 2014، لا سيّما إنقاذ بغداد وأربيل وكوباني. ثمّ أدّت الضّربات الجوّيّة الاستراتيجيّة إلى إضعاف الموارد المالية لداعش من خلال استهداف الاحتياطات النّقديّة للتّنظيم وأعمال النّفط. لم يكن الشّركاء العراقيّون والسّوريّون قادرين على استعادة الأراضي من داعش بدون القوّة الجوّيّة للتّحالف، والّتي قدّمت معلومات استخباراتيّة أساسيّة وضربات دقيقة زادت من ثقة القوّات الشّريكة ونشاطها ضدّ هذا العدوّ المخيف.

أجرت مؤسّسة RAND تحليلاً شاملاً للعمليّات الجوّيّة الأمريكيّة وشركاء التّحالف ضدّ داعش في الفترة ما بين آب 2014 وآذار 2019. يقدّم هذا الموجز أربع لمحات دالَّة حول كيفيّة مساهمة العمليّات الجوّيّة في تحقيق نتائج ناجحة خلال عمليّة العزم الصلب؛ ثم يورد ملخصاً للدراسة؛ ويقدّم توصيات إلى القوّة المشتركة والقوّات الجوّيّة الأمريكيّة (USAF).

وفيما يلي هذه اللمحات:

  1. الحدّ من زخم داعش في سورية.
  2. استهداف الاحتياطات النّقديّة لداعش.
  3. التّصدّي لهجمات السّيّارات المفخّخة (VBIED) في الموصل.
  4. أهميّة التزوّد بالوقود الجوّيّ للحرب الجوّيّة ضدّ داعش.

الحدّ من زخم داعش في سورية

مع تقدّم داعش في بلدة كوباني الصّغيرة، الواقعة على الحدود السّوريّة التّركيّة، في أيلول وتشرين الأوّل عام 2014، أظهر التّنظيم الجهاديّ صورة عدو لا يُقهَر، ممّا دفع عشرات الآلاف من الأكراد إلى الفرار من المدينة. تقدّم حوالي 4000 مقاتل من داعش في المدينة بأسلحة ثقيلة، بينما كان المدافعون عن كوباني ومعظمهم من الأكراد يحملون أسلحة خفيفة فقط.

في ذلك الوقت، لم يكن للولايات المتّحدة أيّ قوّات على الأرض، وقامت فقط بعمليّات قتاليّة محدودة في سورية. ولكن بفضل مرونتها وسرعتها وامتدادها، يُمكن أن تتحوّل مهمة القوّة الجوّيّة بسرعة من الحفاظ على الخطوط الأماميّة في العراق إلى الانتشار فوق كوباني، خاصة عندما حشدت داعش قواتها وأصبحت أهدافاً سهلة. سيّر التّحالف بسرعة دوريّات جوّيّة قتاليّة فوق المدينة على مدار 24 ساعة في اليوم. وأخذت الولايات المتّحدة على عاتقها أكثر الجهد، حيث مُنِع معظم أعضاء التّحالف من العمل في سورية.

حاول تنظيم داعش الصمود في كوباني من خلال إرسال مزيد من التّعزيزات لجبهة القتال، وذلك لإظهار قدرته على تحقيق النصر ضد الأكراد السّوريّين وصموده أمام القوّة الجوّيّة للتّحالف. لكنّ الطّائرات الأمريكيّة وجّهت ضربات جوّيّة دقيقة، بما في ذلك خلال المواقف “القريبة لدرجة الخطر[1]” للقوّات الشّريكة، دون نشر مراقبين جوّيّين شركاء للولايات المتّحدة على الخطوط الأمامية. كانت أكثر العمليات الجوية شراسة عندما استُخدمت القوّة الجوّيّة في كوباني خلال عمليّة العزم الصلب OIR (انظر الشكل 1).

الشكل 1: عين العرب “كوباني” استُهدِفَت بشكل متكرر أكثر من أي بلدة بمفردها في العراق أو سوريا (40 بالمئة تقريباً من كلّ الضّربات الجوّيّة لعملية العزم الصلب) – بحسب مجموعة بيانات إطلاق الضربة لقوة المهام المشتركة المجمعة من مؤسسة RAND – عملية العزم الصلب (CJTF-OIR).

كما أشار الجنرال جون ألين، المبعوث الرّئاسيّ الخاصّ السّابق للتّحالف العالميّ لمواجهة داعش، في وقت لاحق، أنّ كوباني كانت “المعركة الحقيقيّة الأولى…. حيث أُتيحت لنا الفرصة لإحداث فرق، [و] كان من الواضح أنّ الدّولة الإسلاميّة أرادت القضاء على السّكّان الأكراد.”

بعد تكبّدها خسائر فادحة في كوباني، باتت داعش أقلّ استعداداً للشّروع في الهجوم والاستيلاء على أرض جديدة، وتحولت استراتيجيّتها من استراتيجيّة قائمة على “الدّيمومة والتّوسّع” إلى استراتيجيّة تركّز ببساطة على الاستمراريّة. وبمجرّد أن أصبحت كوباني آمنة، أعاد التّحالف بذكاء تركيز عمليّاته الجوّيّة على العراق ودفع قوات داعش بعيداً عن بغداد.

على مدار خمسة أشهر من العمليّات، استخدمت طائرات التّحالف 2025 سلاحاً، كان 1700 منها ذخيرته دقيقة التّوجيه، هذا غير الإمدادات والأسلحة التي أُسقِطَت من الجوّ للشّركاء الأكراد على الأرض.

استهداف احتياطات داعش النّقديّة

في وقت من الأوقات، عُرِفَت داعش بأنّها أغنى جماعة إرهابيّة في العالم، وكانت مواردها مصدراً مهمّاً لقوّاتها. وبسبب العقوبات الدّوليّة، كانت داعش تتعامل بالنقد في كل معاملاتها المالية (بسبب عدم قدرتها على تحويل الأموال من خلال البنوك)، ممّا خلق نقاطَ ضعفٍ كان استغلالها هو هدف قوّات المهام المشتركة وعمليّة العزم الصلب. ابتداءً من كانون الثاني عام 2016، بدأت طائرات التّحالف الدّوليّ بضرب الاحتياطات النّقديّة لداعش في عمليّة “بوينت بلانك” ()، وتكاملت هذه العمليّة مع العملية الأخرى (الموجة العارمة 2) التي كانت تجري في نفس الوقت. تركت عملية بوينت بلانك فجوةً في الاحتياطات النّقدية لداعش آنذاك، بينما أدّت عملية (الموجة العارمة 2) إلى تعطيل تدفّقاتها النّقديّة.

كجزء من بوينت بلانك، ضربت طائرات التّحالف أو دمّرت ما مجموعه 36 هدفاً مالياً لداعش-بما في ذلك مرافق تّخزين الأموال (مثل البنوك)، ومواقع التّوزيع (مثل نقاط جمع النّقد، ومراكز التّوزيع، والمبادلات الماليّة)، والمباني الماليّة (مثل المقرّات الرّئيسيّة ومكاتب الشّؤون الماليّة) – على مدى ما يقارب العامين.

ساهم مزيج المعلومات الاستخباراتيّة “الرّائعة” -التي توفرت بعد غارةٍ لقوّات العمليّات الخاصّة- والأسلحة الاستثنائية في تدمير المخزونات المحصّنة جيّداً في الغالب، مع حماية المدنيّين وتقليل الأضرار الجانبيّة.

على الرّغم من أنّ عملية بوينت بلانك كانت مجهوداً صغيراً ومركّزاً، إلا أنّ أهدافها كانت مكلفة نقدياً لداعش وبالتّالي حققت نجاحات كبيرة. كما أوضح قائد المكوّن الجوّيّ للقوّات المشتركة (CFACC) بين عامي 2015 و2016 – الجنرال تشارلز براون آنذاك – “كلّ قنبلة لديها تأثير أكبر الآن”. المبلغ الإجماليّ الّذي خسرته داعش في الضّربات الجوّيّة للتّحالف غير معروف، لكنّ المسؤولين ذكروا أنّ أكثر من 500 مليون دولار أُتلِفَت في آب عام 2016.

كانت بوينت بلانك عمليّة استراتيجيّة ذات تأثير كبير جمعت بين تدمير البنية التّحتيّة النّفطيّة لداعش، والأهمّ من ذلك خسائرها للأرض في ذات الوقت لخلق أزمة سيولة لداعش، مما أعاق قدرة التّنظيم على الحكم وساهم في انخفاض عام في عدد المقاتلين المتاحين ومعنويّاتهم.

التّصدّي لهجمات السّيّارات المفخّخة في الموصل

حدّد البنتاغون الموصل على أنّها إحدى “مراكز الجذب العسكريّ والسّياسيّ والاقتصاديّ والأيديولوجي” لداعش، وطوّر خطّة حملة لتحرير المدينة ذات التّحصين الشّديد، والّتي دافع عنها ما بين 4500 إلى 7500 مقاتل داعشي. وعندما هاجم العراقيّون الموصل في تشرين الأول عام 2016، ردّت داعش بشنّ 10 إلى 15 هجمة بسيارة مفخّخة يوميّاً.

حوالي 80 بالمئة من هجمات المركبات المفخّخة الّتي نفّذتها داعش كانت ناجحةً، ممّا كان له أثر نفسيّ وجسديّ مدمّر على القوّات العراقيّة. في ظلّ هذه الظّروف، رفضت العديد من الوحدات العراقيّة المناورة. ممّا مكّن مقاتلي داعش من البقاء بعيداً عن متناول طائرات التّحالف. ونتيجة لذلك، أوشك الهجوم العراقيّ على التّوقّف.

للتّخفيف من الأضرار الّتي سبّبتها هذه الهجمات ولكسب الوقت لجمع المعلومات الاستخباريّة عن شبكة داعش المسؤولة عن تنفيذ هجمات المركبات المفخّخة، طلب قائد قيادة العناصر البرّيّة للقوّات المشتركة (CJFLCC) اللواء جوزيف مارتن آنذاك، غارات جوّيّة لحفر الطرق ليلاً لعدّة أسابيع “لخلق عقبات ولإعاقة قدرة داعش على تحريك المركبات المفخّخة إلى الأمام.” وفي نفس الوقت، استفادت قيادة العناصر البرّيّة للقوّات المشتركة من أصولها الاستخباريّة البرّيّة والجوّيّة لإجراء تحليل للأنظمة المستهدفة، واستطاعت تحديد عقدتين مهمّتين في شبكة المركبات المفخّخة:

  • المهندسون الّذين صمّموا المركبات المفخّخة.
  • ومخازن المتفجّرات محلّيّة الصّنع.

 أسفرت هذه العمليّة عن التوصُّل الى أهداف فُحِصَت خلال 24 إلى 48 ساعة، ونُفِّذَت الضّربات بواسطة طائرات التّحالف. وأدّت هذه الضّربات الجوّيّة للتّحالف إلى تنشيط الهجوم العراقي وفكّكت قدرة داعش على تفخيخ المركبات. كما دُعِمَت عمليّة مكافحة المركبات المفخّخة بإعطاء صلاحيات مباشرة للاشتباك مع الهدف، وبمستشارين أمريكيّين على الخطوط الأماميّة مع القوّات العراقيّة. على الرّغم من أنّ نهج الاستهداف هذا لم يكن وفق العقيدة العسكرية الأمريكية (أي كان ارتجالياً)، فقد استنتج فريق قائد العناصر البرّيّة للقوّات المشتركة أثناء عمليّة الموصل، الجنرال الحالي جيفري هاريجيان، أنّ هذا هو بالضّبط ما كان مطلوباً لتكوين الزّخم للحفاظ على تحرّك العراقيّين، وأشار إلى أنّ العمليّة “نجحت” في الموصل.

وكنتيجة لهذه الجهود، لم تتسبب سوى20 بالمئة فقط من هجمات داعش بوقوع خسائر. في وقت سابق، أدّت 80 بالمئة من هجمات المركبات المفخّخة في الموصل إلى سقوط قتلى في صفوف القوّات العراقيّة أو إتلاف المعدّات (انظر الشّكل 2).

تقليص خطر المركبات المفخّخة وإثبات تجاوب التّحالف مع العراقيّين زاد من رغبة القوّات العراقيّة في الهجوم، وهو ما جعل قوات داعش تخرج من مخابئها، مما مكن قوّات المهام المشتركة وعمليّة العزم الصلب من تحديد أهداف جديدة واستخدام النّيران البرّيّة والجوّيّة للاشتباك معهم.

أهميّة التزوّد بالوقود الجوّيّ للحرب الجوّيّة ضدّ داعش

إجمالاً، أطلق التّحالف أكثر من 56000 طلعة جوّيّة للتّزوّد بالوقود، بمعدّل أكثر من 100 طلعة في الشهر طوال العمليّة الّتي استغرقت قرابة خمس سنوات

لم يكن هناك غنى عن طائرات نقل الوقود في الحرب الجوّيّة ضدّ داعش. فمع اعتماد القوّات البرّيّة الشّريكة بشكل كبير على الدّعم الجوّيّ للتّحالف للعمليّات الدّفاعيّة والهجوميّة، كانت هناك حاجة للتزوّد بالوقود الجوّيّ لتمكين طائرات التّحالف من الطّيران لمسافة أبعد، والبقاء في الجوّ لفترة أطول، وجمع المزيد من المعلومات الاستخباريّة وتنفيذ المزيد من الضّربات، وتوفير دعم جوّيّ قريب دون انقطاع.

على الرّغم من أن حالة القاعدة الجوّيّة كانت جيدة، إلا أنَّ التّزوّد بالوقود الجوّيّ كان ضروريّاً في عمليّة العزم الصلب لأن العديد من هذه القواعد كانت بعيداً نسبيّاً عن ساحات القتال الرّئيسيّة خاصّة بالنّسبة للطّائرات المقاتِلة والهجوميّة قصيرة المدى، والّتي تتطلّب عادة عمليّات إعادة التّزوّد بالوقود الجوّيّ عند كلّ طلعة جوّيّة (انظر الأشكال 3 و4).

الشكل 3: نظرة عامة على القواعد الأساسية لتشغيل الطائرات المقاتلة والموجهة عن بعد للأهداف
الشكل 4: المدى التقريبي من القواعد إلى الأهداف الرئيسية – المسافة محسوبة بوساطة خرائط غوغل

بشكل عام، كان حوالي ربع طلعات عمليّة العزم الصلب عبارة عن طلعات طائرات نقل الوقود، بمعدّل أكثر من 34 طلعة طائرة نقل في اليوم. وقامت طائرات النقل الأمريكيّة بمعظم عمليّات إعادة التّزوّد بالوقود الجوي في عملية العزم الصلب، على الرّغم من أنّ أستراليا والمملكة المتّحدة وكندا وألمانيا وفرنسا وسنغافورة وإيطاليا نشرت أيضاً طائرات ناقلة.

 بلغ متوسّط نصيب كلّ طائرة نقل ما يقرب من ست عمليّات إعادة تزوّد بالوقود لكلّ طلعة جوّيّة. وعلى الرّغم من أنّ طلب التّزوّد بالوقود في عمليّة العزم الصلب كان كثيفاً، إلا أنّه لم يتجاوز العرض، وإن كان ذلك على حساب استمرار عمليّات طائرات نقل الوقود بكثافة والّتي فرضت أعباء ثقيلة على الطّائرات والطّواقم. علاوة على ذلك، دعمت ناقلات القوّات الجوّيّة الأمريكيّة وطواقمها العمليّات فوق أفغانستان في نفس الوقت، بالإضافة إلى متطلّبات أخرى لمسرح الأحداث في منطقة مسؤوليّة القيادة المركزيّة الأمريكيّة.

خلال هذه المهام، أفرغت طائرات نقل الوقود 3500 مليون رطلاً من الوقود لطائرات التّحالف القتاليّة وطائرات الشّحن والاستطلاع في أكثر من 331000 عملية للتّزوّد بالوقود أثناء الطّيران لدعم عمليّة العزم الصلب.

الدروس المستفادة:

تحليل مؤسّسة راند لكيفيّة استخدام الولايات المتّحدة وشركائها في التّحالف للقوّة الجوّيّة ضدّ داعش خلال عمليّة العزم الصلب -الّتي أبرزتها الأمثلة الواردة في هذا الموجز- تقدّم رؤى

على المستوى الاستراتيجي العملياتي والّتي قد تساعد القوّات الجوّيّة الأمريكية والقوّة المشتركة وشركاء التّحالف على التّخطيط والاستعداد بشكل أفضل للحروب الجوّيّة المستقبليّة ضد الأعضاء الذين لا ينتمون لدولة وشبه النظاميين.

الاستنتاجات الرّئيسيّة:

  • لعبت القوّة الجوّيّة دوراً حاسماً في عمليّة العزم الصلب معتمدة على استراتيجيّةٍ جعلت من الشّركاء المحلّيّين قادة للقتال من أجل تدمير الخلافة. بالمقابل، قدَّمت قدرات الشّركاء ومصالحهم تصوراً لكيفيّة استخدام القوّة الجوّيّة.
  • مع أنّ العمليّات الجوّيّة الأعنف قد تكون سرّعت قليلاً من هزيمة داعش، فمن غير المحتمل أن تكون مثل هذه العمليّات قد غيّرت الجدول الزّمني بشكل كبير.
  • أضرَّت العمليّات الجوّيّة الاستراتيجيّة في عمليّة العزم الصلب بتمويل داعش، لكن بنسبة أقلّ ممّا كان يُعتَقَد في البداية.
  • وفرت عوامل التمكين الحاسمة -مثل الطّائرات الموجَّهة عن بعد وطائرات التّزويد بالوقود في الجوّ- قدرات حيويّة وكان الطّلب عليها مرتفعاً.
  • استُخدِمَت المهارات الأساسيّة أثناء الحرب، مثل الاستهداف المدروس والعمليّات الدّفاعيّة المضادّة، في عمليّات قتاليّة لأوّل مرّة منذ سنوات، ممّا يتطلّب إعادة تنشيط هذه الكفاءات.
  • كانت إدارة ساحة المعركة نقطة خلاف، لا سيّما بين قائد قوّات المهام المشتركة وقائد القوّة الجوّيّة للمهام المشتركة، وأثّرت على تطوير العمليّات الجوّيّة الاستراتيجيّة.
  • استنزفت الجهود الضّروريّة لمنع وقوع إصابات في صفوف المدنيّين وتقليل الأضرار الجانبيّة مخزوناتِ الذّخيرة الموجّهة بدقّة.

التّوصيات:

• يجب أن تقوم القوة المشتركة بمراجعة عملية الاستهداف بموجب عقيدتها القتالية الخاصة بها بناءً على الخبرة في عملية العزم الصلب، لتشمل احتمال دمج “خلية الضربة”[2] أو العودة إلى استخدام مركز التنسيق الجوي الأرضي المشترك.

• يجب على القوة المشتركة تنشيط وإعادة فحص ومراجعة عملية تطوير الهدف لجعلها أكثر كفاءة.

• يجب على القوة المشتركة تعديل عملية تخصيص الأصول التي تُستخدَم كثيراً في الحملات المشتركة للحد من المثالب وزيادة المرونة.

• يجب على القوة المشتركة إعادة استطلاع وإدارة ساحة المعركة ومراجعة العقيدة أو التكتيكات والتقنيات والإجراءات لإدارة ساحة المعركة بشكل أكثر ديناميكية.

• يجب أن تتخذ القوات الجوية الأمريكية نهجًا أكثر شمولاً لتخصيص الذخيرة وأن تعزز التدريب على الاستخدام الآمن للذخائر من الخيار الثاني والثالث لأن الذخائر الموجهة بدقة من الاختيار الأول ستكون مطلوبة بشدة دائمًا.

• يجب أن تستمر القوات الجوية الأمريكية في تطوير المزيد من الموجِّهين والمتخصصين في الاستخبارات لدعم عملية تطوير الهدف.

• يجب التأكيد على قواعد الاشتباك للدفاع عن النفس في العمليات الجوية للطيارين في التدريب وأحداث الطيران في العالم الحقيقي لإعداد القوات الجوية الأمريكية بشكل أفضل لمهام الطيران في المجال الجوي المتنازع عليه ضد الأعداء الأقرب أو الأقوى.


[1] القريبة لدرجة الخطر: أن تكون القوات الصديقة قريبة من العدو بحيث يُخشى أن تصيبها النيران الموجَّهة للعدو.

[2] تم تشغيل الخلية الهجومية من قبل وحدة عمليات خاصة سرية تسمى فرقة العمل 9 التي أشرفت على الهجوم البري في سوريا.

المقالة السابقة
مقال رأي: العبور الروسي لنهر “سيفرسكي دونيتس”
المقالة التالية
ما وراء نزاع الحدود: بين الجمهورية والإمارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed