تُعرَف ظاهرة الآميسايد بأنها حوادث القتل الخطأ في صفوف القوات الصديقة، أو الحليفة، وأهم أسبابها: أخطاء في المعلومات عن القوات وأماكن تواجدها، والحالة المعنوية للمقاتلين، وصعوبة التمييز في الظروف الجوية السيئة، وتقارب خطوط القتال والدعم الناري القريب، وغيرها. وحفلت الحرب العالمية الثانية بالعديد من حوادث الآميسايد التي أثَّرت كثيراً على مجريات المعارك. ومع تطور الجيوش، تطوَّرت أساليب الوقاية من ظاهرة الآميسايد، وظهرت وسائل تقنية للحد منها، إلا أن الظاهرة بقيت مستمرة حتى اليوم.
نسعى من خلال هذه الورقة البحثية الموجزة إلى الإحاطة بمفهوم الآميسايد، تعريفاً وتفسيراً وتحديداً للأسباب، والطرق التي عملت فيها الجيوش عبر التاريخ لتلافيه أو التقليل منه، ونحاول الإجابة على التساؤلات التالية:
ما الآميسايد؟ وما أسبابه؟ وكيف عملت الجيوش على معالجته؟ وهل يمكن حقاً الوصول إلى حالة تُخاض فيها حرب دون حدوث حالات آميسايد؟ أم أن هذه حالة ملازمة للأعمال العسكرية لا تفارقها مهما اتُّخِذت من إجراءات ومهما تطورت التقنيات ومهما ازدادت كفاءة الجيوش؟
كما نعرض أمثلة تاريخية شهيرة حدثت فيها هذه الظاهرة فأدت إلى نتائج وخيمة.
ولم نتطرق إلى إمكانية استفادة الجيوش من هذه الظاهرة وإمكانية تعزيزها والتسبب بها في صفوف العدو لمضاعفة خسائره، ولم نعرض أمثلة تاريخية على هذا، كما لم نتعرض لهذه الظاهرة من جهة الحروب الثورية، عسى أن يكون هذا موضوع دراسات لاحقة.