كتاب من القبيلة إلى الوطن

لا توجد تعليقات

لقد واجه الخطابي بيئة اجتماعية صعبة، حيث كانت العلاقات القبلية هي الحاكمة في منطقة الريف، وكانت بين القبائل حروب قديمة ومتواصلة بسبب ظاهرة الثأر، وكان ولاؤها متوزعا بين ثلاثة جهاة سلطوية مختلفة: الحاكم المغربي العميل للفرنسين، الإسبان، والقادة الثوريين أمهال الريسوني في جبالة.

كما أن القبائل كانت تابعة لعرقين مختلفين، الأمازيغي (البربري) والعربي. ومن تشعب النزاعات والخصومات الدموية بين قبائل الريف لم يكن أحد أبدا يتوقع أن يجتمع هذا الطيف المتناقض تحت قيادة رجل واحد.

غير أن حكمة الخطابي وقيادته الفريدة وشخصيته الآسرة كانت سببا في نسيان الخلافات واجتماع القبائل الأمازيغية والعربية ضمن ثورة خالدة ضد الاحتلال، في ظاهرة لم تحصل قط من قبل في تاريخ المغرب الثوري.

فكيف استطاع الخطابي تجاوز العقبات القبلية والعرقية ؟ وكيف تمكن من الخروج من ضيق العصبيات إلى رحابة الأمة الإسلامية ؟ وما هي النظم السياسية والاجتماعية التي أقامها لحل النزاعات والخصومات الداخلية ؟ وكيف تعامل مع خصومه ومخالفيه ؟

يتضح كل هذا في الكتاب الماتع: “محمد بن عبد الكريم الخطابي من القبيلة إلى الوطن”، للمؤلف: محمد العربي المساري، الكتاب الذي يعد مرجعا مهما لكل النخب الثورية حول طريقة التعامل مع البيئات الاجتماعية المعقدة خلال الثورة.

المقالة السابقة
الاغتيال الاقتصادي للأمم
المقالة التالية
كتاب حرب المستضعفين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed