• مجلة فوربس 31/آذار/2022
• ترجمة مركز الخطابي
• عندما اجتاح جيش من الدبابات الروسية الجنوب الغربي من المنطقة الحدودية بين روسيا وبيلاروسيا (شمال أوكرانيا) صباح يوم 24 شباط، كان لواء دبابات أوكراني واحد يقف بينه وبين الضواحي الشرقية من كييف.
• كان لواء الدبابات الأول في الجيش الأوكراني أقل عددا من التشكيلات الروسية التي يواجهها.
• لم يوقف لواء الدبابات الأول القوة الروسية الأكبر في الأيام الأولى من الحرب في أوكرانيا فحسب، بل انتقل بسرعة إلى خوض الدفاع النشط، وعلى مدى الأسابيع الخمسة التالية، قام بحماية مدينة تشيرنيهيف.
• حاصر الروس تشيرنيهيف وعزلوها، لكن لواء الدبابات الأول ومجموعة متنوعة من الوحدات الاحتياطية والإقليمية صمدوا واستعادوا أول طريق من عدة طرق رئيسية تربط كييف وتشرنيهيف، ورفعوا حصاراً دام شهراً كاملاً وانتزعوا زمام المبادرة على طول هذه الجبهة نحو الأوكرانيين لأول مرة منذ هجوم الروس.
لواء الدبابات الأول هو أحد أفضل الألوية النشطة في أوكرانيا، ويضم ثلاث كتائب دبابات مع أحدث دبابات تي64 المُصنَّعَة محلِّيَّاً بالإضافة إلى كتيبة مشاة ميكانيكية مزوَّدة بمركبات بي إم بي( BMP).
• تضم كل كتيبة نظرياً 40 أو 50 مركبة وحوالي 400 جندي.
وتضم القوات الداعمة للواء ثلاث كتائب مدفعية لكل منها مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراس 2S1 و 2S3 وقاذفات صواريخ BM-21 (راجمة صواريخ غراد)، بالإضافة إلى قوات الدفاع الجوي مع ستريلا-10 (نظام صاروخي أرض-جو قصير المدى) و Tunguska (مجنزرة مزودة بمدفع أرض – جو ونظام صاروخي) وقاذفات الصواريخ والبنادق.
توفر الوحدات الأخرى، بما في ذلك ألوية الدفاع الجوي والمدفعية المجاورة، قوة نيران إضافية، بما في ذلك الصواريخ الثقيلة ومدافع الهاوتزر وأنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى.
كان لواء الدبابات الأول، مثل العديد من التشكيلات الأوكرانية، جزءاً من الجيش السوفيتي – وسادته حالة من الفوضى بعد الانهيار السوفياتي في عام 1991.
• أعاد الجيش الأوكراني تشكيل اللواء في أيلول 2014، بعد سبعة أشهر من غزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية ودعمها الانفصاليين في دونباس شرق أوكرانيا.
• في شهر كانون الثاني 2015، حاولت عناصر من لواء الدبابات الأول اختراق خطوط المُدافِعِين المُحاصَرين عن مطار دونيتسك، لكن خسر الأوكرانيون عشرين دبابة.
• بعد كارثة مطار دونيتسك، شارك لواء الدبابات الأول في القتال على طول خطوط الرباط في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
• انتقل اللواء من دونباس مؤخراً في نيسان من العام 2021.
عندما بدأ الروس في حشد القوات على طول حدود أوكرانيا في ذلك الربيع، عاد لواء الدبابات الأول إلى حامية دائمة داخل محمية ميزريشينسكي الطبيعية، خارج كييف.
• لكن اللواء لم يكن في ميزريشينسكي ليلة الغزو الروسي، مثل معظم الوحدات الأوكرانية، التي تفرقت، مما جعل التمهيد الروسي الكثيف بنيران المدفعية والصواريخ والضربات الجوية يذهب هباءً.
حشد لواء الدبابات الأول قواته في الوقت المناسب لاعتراض الجيش الروسي المتجه نحو تشيرنيهيف، وهي مدينة يبلغ تعداد سكانها 290 ألف نسمة وهي نقطة قوة رئيسية للدفاع عن كييف.
• طوال اليوم الأول للقتال البري الرئيسي، أوقف لواء الدبابات الأول التقدم الروسي.
• قاتل اللواء الأوكراني بقوة، مما أبطأ التطويق التدريجي لتشرنيهيف وأبقى طريقاً واحداً على الأقل مفتوحاً إلى كييف.
• لكن بعد أسبوعين من القتال، كان الروس على وشك عزل تشيرنيهيف والمدافعين عنها.
• كتب توم كوبر، الخبير في الشؤون العسكرية الروسية، في 6 آذار: “لن أتفاجأ إذا تم عزل تشيرنيهيف تمامًا اليوم”.
• لكن سرعان ما دحر لواء الدبابات الأول وجنوده في تشيرنيهيف كل المحاولات الروسية للاستيلاء على المدينة وتأمين طريق أوسع نحو كييف.
• ويبدو أن لواء الدبابات الأول قد حافظ على العديد من دبابات تي-64 سليمة خلال أسابيع الحرب وهو أمر أقرب الى المعجزة، علماً أن اللواء هو أحد الوحدات القليلة المُسلَّحة بأحدث دبابات تي-64 المُحدَّثَة.
أكد المراقبون تدمير دبابتين فقط من هذا الطراز، وهذا لا يعني أن لواء الدبابات الأول لم يفقد أي دبابات. لكن هذا يدل أن اللواء لم يفقد الكثير من الدبابات حيث يسهل العثور على أدلة فوتوغرافية.
بعد تكبد الروس 10000 أو أكثر من القتلى والجرحى والأسرى وكذلك تدمير الآلاف من المركبات بالطائرات المُسيرة والصواريخ الأوكرانية، أعلن الروس انسحابهم من شمال أوكرانيا اعتبارًا من الأسبوع الأخير من شهر مارس.
فر الناجون شمالًا إلى بيلاروسيا، حيث يتوقع المحللون إعادة تجميع صفوفهم من أجل إعادة انتشار محتملة نحو خاركيف ودونباس ، حيث يستمر القتال المرير.
• وانطلق الأوكرانيون وراء الروس المنسحبين، وحرروا البلدات وأعادوا فتح الطرق.
• ما ينتظر لواء الدبابات الأول غير واضح، كييف بلا شك ستحوِّل القوات شرقًا في محاولة لإنقاذ خاركيف، وتعزيز خط المواجهة عبر دونباس، ونأمل أن يُرفع الحصار الوحشي لماريوبول على طول ساحل بحر آزوف.
ربما يعتمد الدور الذي يلعبه لواء الدبابات الأول في هذه المرحلة من الحرب على مقدار الوقت الذي يحتاجه اللواء لاستراحة الكتائب المنهكة وإصلاح الدبابات المُدمَّرَة واستيعاب القوات والمركبات البديلة.