ترجمة شهادة أندرو إكسوم، الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع لسياسة الشرق الأوسط في عهد أوباما، وهي تفريغ لمحاضرة مسجلة أمام الكونغرس يشرح فيها طبيعة علاقة أمريكا مع روسيا في الساحة السورية. 9 أيار 2019
السيد الرئيس والعضو المنتدب ويلسون، أبلغك تحيات ولاية تكساس العظيمة، وخصوصاً تحيات منطقة الكونجرس الثانية والثلاثين، الذي يمثله عن جدارة كولين آليرد، شكراً لكم على إتاحة الفرصة لنا للإدلاء بالشهادة أمام لجنتكم اليوم. اسمي هو أندرو إكسم، ومن شهر أيار سنة 2015 حتى شهر كانون الثاني سنة 2017، عملت نائباً مساعداً لوزير الدفاع لسياسة الشرق الأوسط. وعملت سابقاً في مكتب الشرق الأوسط في البنتاغون ما بين عامي 2012 حتى 2013 وبدأت عملي ضابطاً في الجيش، كقائد لوحدات مشاة خفيفة ووحدات قوات خاصة تعمل في الشرق الأوسط.
على مدى نصف قرن بقيت المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ثابتة بشكل ملحوظ، بغضِّ النظر عمن يشغل البيت الأبيض في أي وقت من الأوقات. وبقي أمن دولة إسرائيل والحفاظ على وصول إمدادات البترول إلى الأسواق من شبه الجزيرة العربية هما الهدفان الأساسيان على قمة أولوياتنا في عصر ما بعد الحربين العالميتين. ومنذ هجمات 11 أيلول سنة 2001، أضفنا إلى هاتين الأولويتين مواجهة الإرهاب ومنع انتشاره. وهذا ما يشغلنا اليوم، ولهذا السبب نواصل إنفاق المال والموارد في هذه المنطقة – كان نحو 59000 من جنودنا في هذه المنطقة في الوقت الذي تركت فيه البنتاغون-.
موضوع ملاحظاتي يتطرق أيضاً لما يدفع روسيا للعمل في هذه المنطقة. ويجب أن أعترف مُقَدَّمَاً بأني لست خبيراً بالشأن الروسي، ولا أتحدث اللغة الروسية، ولم أذهب قط الى روسيا، بل قضيت معظم حياتي المهنية أقاتل أو أعمل في الشرق الأوسط أو أدرسه، ومعظم مشروع تخرجي يتعلق بسياسة ولغات وتاريخ المنطقة. لكن خلال معظم عام 2016 انخرطت الحكومة الأمريكية في سلسلة من المفاوضات المَطَوَّلَة مع الجيش الروسي وأجهزة المخابرات الروسية حول مصير سورية، وطوال هذه المدة، وباستثناء فترة وجيزة كانت لديَّ فيها أولويات أخرى (خصوصاً ولادة ابني الثاني)، كنت ممثل البنتاغون الأول في هذه المحادثات. لذا فنظرتي لروسيا في الشرق الأوسط مبنية على أساس المعلومات التي تمخضت عنها هذه الاحتكاكات مع نظرائي الروس، وربما تمنحني منظوراً فريداً لكن ليس كافياً أبداً عن المخططات الروسية في المنطقة.
ربما تتساءلون عن الحكمة من الحديث مع روسيا حول سوريا بالمقام الأول، بل ربما تجدون قدراً معقولاً من الشراكة بين روسيا وأقسام ووكالات في الحكومة الأمريكية أثناء فترة إدارة أوباما. الانخراط في محادثات مع روسيا حول سورية، الذي لم يكن أمراً شائعاً عالمياً في ذاك الوقت، كان موضوع محادثات مُكثَّفة بين موظَّفين محترفين ومبعوثين سياسيين مثلي، ومن المُنصِف القول بأن وزارتي لم تكن داعمة تماماً للمحادثات لكنها -عندما تلّقت توجيهاً من الرئيس- دعمتنا بأقصى ما تستطيع. وربما يستحق الأمر إعادة عقارب الساعة للوراء ومن ثم تفسير كيف ولماذا بدأنا المحادثات مع الروس.
لقد بدأ كل شيء صيف سنة 2015 عندما بدأ مكتبي في سورية بإشراف المدير ذو الإمكانات الكبيرة، الدكتور ليج نولان بدعم من رئيسي في ذاك الوقت كريستين ورموث في تنسيق التخطيط بين الوكالات حول سيناريو في سورية التي رأيناها “نجاحاً كارثياً”. فبعد سنوات كافح فيها نظام الأسد لهزيمة التمرد المتواصل وفرضت فيها الدولة الإسلامية السيطرة على معظم شرقي سورية وبدأت بتهديد المدن السورية الرئيسية في الغرب أيضاً، انتابنا القلق من أن نظام الأسد ربما ينهار في النهاية، ومن أن حدوث هذا الانهيار سريعاً قد يشكِّل خطراً على المصالح الأمريكية بما فيها أمن دولة إسرائيل.
من الإنصاف الاستنتاج بأنه في الوقت الذي كنا فيه جالسين في البنتاغون قلقين من انهيار مفاجئ لنظام الأسد فإن الروس والإيرانيين الذين كانوا أقرب لهذا النظام، كانوا قلقين أيضاً. وهذا الخوف حسب اعتقادي أدى إلى التدخل الروسي القوي في سورية بداية خريف سنة 2015. لطالما دعم الروس نظام الأسد واهتموا كثيراً بمنشأة طرطوس التي تؤمِّن مَنفَذَاً لأسطول البحر الأسود الروسي إلى المياه الدافئة وتسمح لروسيا باستعراض قوتها العسكرية في البحر المتوسط. والآن تدفع روسيا إلى جانب حزب الله وإيران بالقوات العسكرية إلى سورية بغية وقف تقدم الثوار.
أعطت روسيا تدخلها شكل عمليةٍ مناهضة للإرهاب ودَعَت الآخرين للانضمام إلى روسيا فيما أسمته صدِّ قوات المتشددين الإسلاميين. وعملت روسيا يائسة على ضم الشركاء التقليديين للولايات المتحدة وحلفائها مثل تركيا ولبنان والأردن لجهودها. وكان هذا حسب تقييمنا محاولة روسية لإسناد ظهرها إلى المجتمع الدولي عقب العزلة التي تلت غزوها لشبه جزيرة القرم. لقد كانت هذه طريقة روسيا لتقول لنا: “لديكم تحالفكم، حسناً لكن لدينا تحالفنا أيضاً، فنحن أنداد لكم ونستحق التعامل كنظراء”.
كما نعتقد بأن التدخل الروسي في سورية ذاك الوقت كان استجابة لقرار مجلس الأمن رقم 1973 وجاء رداً على الطريقة التي استخدمت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو هذا القرار سنة 2011 لإحداث تغيير في النظام الليبي، لقد كانت هذه هي الطريقة الروسية للقول “كفى”. كانت فكرة أن يتَّحد المجتمع الدولي ويستبدل نظاماً تصيب بوتين بالهلع، خصوصاً بعد الربيع العربي وما سُمِّي بـ “الثورات الملونة” في العقد الأول من هذا القرن، الذيْن نظرت إليهما روسيا على أنهما ما كانا لينجحا لولا أن الغرب خطط لهما وخصوصاً الولايات المتحدة.
الاندفاع الروسي في سورية تصادف مع نجاح الولايات المتحدة وحلفائها في العمل ضد الدولة الإسلامية، فعلى مدى عام 2015 تصوّرنا أن الجمع بين تحالف من القوات الجوية ووكلاء يقاتلون على الأرض كان أكثر من كافٍ، عندما تطبِّقه جهات متعددة في نفس الوقت، لدحر المكاسب التي حققتها الدولة الإسلامية على الأرض. وجعلتنا مكاسبنا العسكرية شديدي القرب من الجيش الروسي وشركائه، وسرعان ما توصَّلنا الى أننا نحتاج الى تأسيس قنوات لمنع أي مماحكات بين قواتنا. وفي البنتاغون قادت مشرفتي المباشرة في ذاك الوقت إليسا سلوتكين (وهي الآن عضو في هذا المجلس عن ميتشغان) هذه الجهود مع شركائنا العسكريين ممن يرتدون الزي العسكري، بمن فيهم قائد القيادة المركزية حديث التعيين فرانك ماكنزي.
أرادت مجموعة متنوعة ضمن الإدارة، بما فيها الدبلوماسيون وبعض الضباط العسكريين المضي قدماً، وبالنظر إلى الرعب اليومي الذي كُنَّا نشهده في سورية، فقد تسائلوا فيما إن كان علينا الاشتباك مع الروس أم لا بطرق يمكننا من خلالها إنهاء الصراع. لم أعتقد حينها -ولا أعتقد الآن- أن هذا مسار حكيم للعمل: فروسيا كانت تعمل ضمن تحالف مع نظام الأسد وإيران وحزب الله، وكانت روسيا هي الأقل تأثيراً من بين الأربعة، ولم أكن متأكداً من أن روسيا -حتى لو وصلت الى اتفاق معنا- بوسعها جلب شركائها إلى التحالف (وكان هذا مختلفاً عن وضعنا، حيث كنا نستطيع الحديث مع الدول الأخرى باسم تحالفنا).
وكان من الجلي أيضاً أن روسيا، رغم سعيها للدخول في القتال ضد الإرهاب، إلا أنّها كانت تركِّز قوتها العسكرية كثيراً على تدمير ما تبقى من المعارضة العلمانية والإسلامية المعتدلة لنظام الأسد. كنا نعرف جميعاً أين كان الإسلاميون المتشددون الحقيقيون بداية سنة 2016: شرق سورية، بالدرجة الأولى، وتلك الأجزاء في الشمال الغربي من سورية حيث كانت جبهة النصرة على وجه الخصوص قوية. وعلى النقيض من هذا فقد وجّهت روسيا جهودها على انتزاع المناطق الحضرية الكبيرة مثل حلب ودمشق التي كانت معاقل لأكثر جماعات المعارضة اعتدالاً (كان هذا صادماً لنا عندما أدركنا في ذاك الوقت أن العديد من العناصر الفاعلين في كل من جبهة النصرة والدولة الإسلامية كانوا ناطقين باللغة الروسية، لأنهم روس أو من دول الاتحاد السوفياتي السابق).
لقد كانت استراتيجية ذكية في بعض نواحيها: فإن تمكّن نظام الأسد وحلفائه من القضاء على أية معارضة علمانية أو معتدلة فسيترك هذا العالم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما النظام أو جماعات مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية، وكانت روسيا حسب ما رأيته داعمة بالكامل لهذه الاستراتيجية.
ومع ذلك فقد التقينا بنظرائنا الروس في مفاوضات لشهور في عام 2016، وحضر زملائي في كل من مكتب الخارجية وهيئة الأركان المشتركة كل جولات المفاوضات لنصيحة زملائنا من بقية الحكومة وللتأكد من أن الخطوات التي نتخذها لا تتعدى القيود الحصيفة التي وضعها الكونجرس على التعاون العسكري مع روسيا بعد غزوها القرم.
على مدى السنوات العديدة الماضية، رأيت روسيا تلعب دوراً أكبر فأكبر في الشرق الأوسط. وكطالب دراسات عليا كان يدرس المنطقة في العقد الأول من هذا القرن، كان الدور الروسي في المنطقة مما قرأت عنه في كتب التاريخ. وفي الوقت الذي عدت فيه إلى البنتاغون، كانت روسيا على النقيض من عملها السابق تلعب دوراً أكثر عدائياً في المنطقة، تتودد إلى حلفائنا التقليديين في المنطقة بوعود بشحنات سلاح دون قيود -مبيعات سلاحنا إلى المنطقة، محكومة جزئياً بقانون نقل السفن لعام 2008، ولا يمكننا المجازفة بتعريض التفوق النوعي الإسرائيلي للخطر- وبمحاذير أخلاقية أقل من تلك التي نعبِّر عنها. وانتابني القلق على وجه الخصوص من الشراكة الروسية مع حكومة السيسي في مصر إضافة الى العلاقات مع شركائنا في الخليج الذين نشاركهم الكثير من معلوماتنا الاستخباراتية وعتادنا (لم أكن مسؤولاً عن شمال أفريقيا، لكننا رأينا تدخلاً أكبر من روسيا في الجزائر وليبيا).
على مائدة المفاوضات، وجدنا الروس محترفين ودقيقين نوعاً ما (إنه هوس البيروقراطية الروسية التي تتداخل عادةً أجزاء منها في أجزاء أخرى، لذا من الممكن جداً أن تتحادث مع روسي يدافع بثقة عن أعمال قام بها قائد عسكري دون أن يعرف حقيقة ما فعله هذا القائد الروسي أو لم يفعله). وفي نفس الوقت، وبما أننا كنا حذرين جداً من أن يكون هؤلاء الذين يجلسون قبالتنا من ضباط المخابرات -أفراد في مديرية الاستخبارات الرئيسية أو مديرية المخابرات العامة- المهتمين بالحصول على ما بحوزتنا من معلومات ومعرفة كيف وصلنا إليها، بما أنهم كانوا يتفاوضون للوصول إلى نهاية سياسية مقبولة للطرفين. ولذا أمضينا الكثير من الوقت متحفظين في الكلام لحماية المصادر والطرق، وأمضى الروس الكثير من الوقت يضغطون علينا بغية تحصيل مزيد من المعلومات. وفي فترة ما تلقينا الضغط من قيادتنا أيضاً لإيجاد طريقة لاستهداف الخلايا الإرهابية المشبوهة بالتعاون من الروس، مما تسبب لكل شخص تحت إمرتي بمرارة شديدة، ولأسباب وجيهة: ففكرة أن معلومات استخباراتية سرية معينة يمكن أن تكون متاحة للروس كانت أشبه بالعجائب بالنسبة لأمثالي، ممن لا يزالون يتذكرون النزول أسفل مقاعد المدرسة أثناء التدريبات على القنبلة الذرية في الثمانينات.
كما اشتبهنا بأن الروس كانوا يستخدمون المفاوضات كتكتيك للمماطلة بغية شراء الوقت لتحالفهم كي يكمل عملياته العسكرية أو لاستعادة حلب والمناطق المهمة الأخرى. وعملنا بالتعاون مع شركائنا العرب والأوروبيين، لإرساء وقف إطلاق نار مؤقت للسماح بإخلاء المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للمُحاصَرين. روسيا وشركاؤها كانوا يقبلون بوقف إطلاق النار عندما يكونون مرتاحين عسكرياً، وعندما يحتاجون هم أنفسهم الوقت حتى يرتاحوا ويرمموا قوتهم قبل شن هجوم كبير جديد. وتوصّل الروس إلى نتيجة صحيحة مفادها أننا وشركائنا كنا نتفاوض بنية حسنة، وأن لدينا علاقات قوية بما يكفي مع عناصر من المعارضة السورية ستسمح لنا بضمهم إلى أي اتفاق. كما استنتجوا على نحو صحيح أيضاً أن البعض من داخل الإدارة، وبعضاً من شركائنا الدوليين، أرادوا بشدة المحافظة على قناة الدبلوماسية حتى ولو كان هذا على حساب التغاضي عن العديد من انتهاكات وقف إطلاق النار طالما أن الروس يعودون إلى طاولة المفاوضات بعد كل مرة.
استراتيجياً أعتقد أن الروس كانوا يبحثون عن شي مشابه لما كانوا يبحثون عنه تكتيكياً، وهو أنهم كانوا يبحثون عن: الوصول إلى المنطقة، الوصول إلى شركائنا، الوصول إلينا. لقد أرادت روسيا منا ومن شركائنا التقليديين أن نأخذها على محمل الجد، وهنا يجب أن أعترف لهم ببعض المزايا: فجميعنا ضحكنا عندما ضَلَّت حاملة الطائرات الروسية الوحيدة طريقها في البحر المتوسط أواخر عام 2016، لكن في المجمل، على المرء أن يستنتج أنه بالعمل بمصادر محدودة لكن دون قيود، نجحت روسيا في سورية، وكسب نظام الأسد الحرب.
ربما تكون روسيا قد ارتهنت لأهواء شركائها في التحالف بعض المرات، لكن روسيا وشركائها في التحالف انتصروا، لذا يمكن لروسيا أن تشاركهم انتصارها. اهتممنا بأولوياتنا، ولذا ساعدنا في تأمين إسرائيل وهزيمة الدولة الإسلامية، أما روسيا فقد اهتمت بحماية مصالحها التكتيكية، وبالتالي حالما أمّنت هذه المصالح أعلنت نفسها قوة جديدة لا يُستهان بها في المنطقة.
وأمضت الولايات المتحدة السنوات ما بين عامي 2003 و2016 تبرهن على تفوقنا التكتيكي والتكنولوجي في المنطقة، لكنها برهنت أيضا عجزنا الاستراتيجي على تأمين مصالحنا بكلفة معقولة. بينما أمضت روسيا السنوات ما بين عامي 2015 و2017 تبرهن تقدمها التكنولوجي في المنطقة، وكذلك تثبت قدرتها على تأمين مصالحها بكلفة معقولة باستخدام أكثر الوسائل وحشية. فلا عجب إذاً من أن شركاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل ومصر والعربية السعودية يشعرون الآن بالحاجة بالاقتراب أكثر من موسكو. ورسالة موسكو الأساسية لهؤلاء الشركاء التقليديين للولايات المتحدة هي: “لا يمكنك الاعتماد على دعم الولايات المتحدة في السراء والضراء، أما نحن فيمكنك الاعتماد علينا، والدليل هو سورية”.
اليوم إذاً، يمكننا القول بأننا نشعر بأن حضور روسيا في المنطقة بات أكبر مما كان في السبعينيات. رغم أن القلب النابض اليوم لقطاع النفط والغاز يبعد عني خمس ساعات إلى الغرب في حوض بيرمين في تكساس ونيومكسيكو كما هو الحال في الخليج العربي، فالعلاقة بين روسيا وأوبك هي الأهم من منظور الإنتاج النفطي. رئيسنا يتذمَّر على تويتر من سعر النفط، لكن الحقيقة هي أنه ليس بوسع أحد ضبط الأسعار سوى روسيا وأوبك.
لكن هذا يقودنا إلى السؤال النهائي: إلى أي درجة يجب أن نهتم، حقاً؟ وسبب هذا في جزء منه عودة ظهور قطاع الطاقة الخاص بنا، وفي جزء ثانٍ الكلفة الفلكية للحروب في العراق وأفغانستان، وفي جزء آخر تزايد الاستقطاب في علاقاتنا بالعربية السعودية وإسرائيل، مزيد ومزيد من الأمريكيين يعتقدون أننا لم يعد لدينا مصالح في الشرق الأوسط سوى منع الإرهابيين من ضرب الولايات المتحدة على أرضها.
أنا عن نفسي، يمكنني أن أطرح الحجج القوية حول أن مصالحنا التقليدية تبقى مصالحنا التي يجب أن نحافظ عليها، لكن لا يمكنني الدفاع عن كلفة تأمين هذه المصالح أمام أصدقائي وأسرتي في وطني في تيسني وتكساس.
روسيا ليست لديها هذه المشكلة، وهذا هو مصدر قوتها في المنطقة في المستقبل.