معهد الشرق الأوسط: تشرين الأول – أكتوبر 2024
ترجمة: مركز الخطابي للدراسات
انصبَّ جلُّ تركيز حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 في الأسابيع الثلاث الأخيرة على القضايا الداخلية، حيث ركَّز المرشحان على الشؤون الاجتماعية والاقتصادية بدلاً من السياسة الخارجية، وتمحورت الإعلانات التلفزيونية وظهور المرشحين في الولايات المتأرجحة –وهي الولايات الحاسمة في تحقيق 270 صوتاً ضرورياً في نظام المجمع الانتخابي الأمريكي– حول الديمقراطية الأمريكية والهجرة والإجهاض والتضخم.
قد يبدو من المفاجئ ألا يتبوّأ الشرق الأوسط مكانة مرموقة في الخيارات السياسية الرئيسية في هذه الانتخابات بالنظر إلى حجم الأحداث التاريخية التي تشهدها المنطقة حالياً، فقد شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من المفاجآت، وليس فقط ما جرى في تشرين الأول – أكتوبر، وتشمل:
• ضربات إسرائيلية أسفرت عن مقتل كبار قادة حماس وحزب الله وفيلق الحرس الثوري الإيراني.
• هجمات واعتداءات يومية ضد إسرائيل في حرب استنزاف متعددة الجبهات.
• عمليات قتل الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.
• تصاعد هجمات الحوثيين في اليمن ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر.
يمكن أن تؤدي الجولة الجديدة من الضربات الانتقامية التي شنتها إسرائيل ضد إيران نهاية الأسبوع الماضي إلى سلسلة من “مفاجآت تشرين الأول – أكتوبر” الإضافية -وهي أحداث غير متوقعة قد تؤثر على مسار السباق الانتخابي– في الأيام المقبلة قبل يوم الانتخابات في 5 تشرين الثاني – نوفمبر.
ومع ذلك لم يولِ المرشحان الرئيسيان الأولوية للشرق الأوسط بقدر ما كان البعض في المنطقة يتوقع أو ما كانت تأمله بعض مجموعات الضغط المؤثرة في أمريكا، والسبب الرئيسي لذلك هو أن أسعار النفط والغاز الطبيعي ظلت مستقرة إلى حد كبير حتى الآن، ولم يحدث أي هجوم إرهابي كبير على الأراضي الأمريكية أو القوات الأمريكية في المنطقة.
وقد تابع معهد الشرق الأوسط مواقف كلا المرشحين الرئيسيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ويتناول هذا التقييم السياسي التصريحات والمواقف التي تبنَّتها نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للرئاسة، والرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهوري إلى جانب شركائهما في الترشح: تيم والز، وجي دي فانس، ويسلِّط التقرير الضوء على قضيتين رئيسيتين من المتوقع أن تهيمن على أجندة الإدارة الأمريكية المقبلة في المنطقة: إيران والقضية الفلسطينية الإسرائيلية.