مركز الخطابي للدراسات
بعد حشدٍ عسكري روسي استمر لقرابة شهرين منذ مطلع العام الحالي، وجولات دبلوماسية “فاشلة” على أعلى المستويات الدولية، قدمت خلالها موسكو سلسلة من المطالب وما بات يعرف بـ “ضمانات أمنية”، يتعلق معظمها بتوسع حلف الناتو وانضمام أوكرانيا للحلف.
ألغى بوتين اتفاق سلام كان قد أبرمه عام 2015 في شرق أوكرانيا، واعترف بالمناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين الموالين للكرملين على أنها مناطق مستقلة. وأعلن شخصياً عن بدء عملية عسكرية روسية “محدودة” في أوكرانيا، وذلك على الرغم من النفي الروسي المتكرر لنية موسكو غزو الأراضي الأوكرانية.
انطلقت القوات الروسية في الرابع والعشرين من فبراير نحو الأراضي الأوكرانية، ممنيةً نفسها بتحقيق نصر سريع وحاسم، لكن أحلامها اصطدمت بثبات المقاومة الأوكرانية المدفوعة بالدعم الغربي…
اليوم وبعد مرور نحو 4 أشهر على انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، سنحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على واحد من أهم الجوانب الرئيسية في هذه الحرب ألا وهو: الأبعاد العسكرية للحرب بين القوات الروسية والأوكرانية، وسنتعرف من خلاله على خارطة المشهد العسكري على الأراضي الأوكرانية منذ انطلاق الحرب 24 فبراير//شباط حتى اليوم 20 يونيو/حزيران، كما سنحاول دراسة تكتيكات الطرفين، ونقاط ضعف كل منهما في هذه الحرب المستمرة، بالإضافة لمحاور أخرى لا تقل أهمية عن المحاور السابقة؛ كأبرز الأسلحة التي تم استخدامها من قبل الطرفين، والدعم العسكري الغربي المقدم لأوكرانيا، والخسائر العسكرية لكل منهما، وذلك بهدف توفير مرجع مختصر ومفصل للمهتمين بأبرز وأهم الدروس المستفادة من الحرب الأوكرانية الروسية.