ترجمه مركز الخطابي للدراسات April 17, 2022
بقلم: ستيجن ميتزر وجوست أوليمانز
في ظل انتشار الطائرات المسيرة الأمريكية والتركية والصينية، بتقنياتها الحديثة وقدراتها المتقدمة، في العديد من الدول وساحات الصراع المختلفة حول العالم، كانت روسيا متخلفة بشكل ملحوظ في تطوير وإنتاج مثل هذه المسيرات. حيث يفضل الروس المروحيات الهجومية (بطاقمها البشري)، مثل Ka-52 وMi-28 (N)، لتنفيذ ضرباتها أثناء التحليق فوق ساحة المعركة. يرجع هذا إلى التزام الروس بعقيدة عسكرية تتجاهل عمليات الاستطلاع والاستهداف التي تنفذها الطائرات المسيرة بعناية، وذلك لتنفيذ عمليات بحث واستهداف أكثر تدميرًا. لكن، يبدو أنه ومع كل صراع جديد في عصرنا الحديث، تبرز مزايا المسيرات بمزيد من التفاصيل المبهرة، ما دفع روسيا الاستثمار في هذا المجال بشكل متزايد أيضًا.
وفي إطار المحاولات الروسية للحاق بمنافسيها، قام الروس بتسليح المسيرة المصممة إسرائيليًا “Forpost”، وهي نسخة مرخصة من المسيرة الإسرائيلية “IAI Searcher”. وعلى الرغم من أنها لم تصمم لهذا الغرض منذ البداية، إلا أن Forpost-R كانت تقريبًا مسيرة روسية الصنع بالكامل، وقادرة على القيام بمهام الاستهداف الخفيفة. في سياق مماثل، طور الروس طائرة Kronshtadt Orion، وهي مسيرة للمراقبة والاستطلاع محلية الصنع، أنتجتها شركة Kronshtadt الروسية، بالإضافة إلى العديد من المتغيرات التسليحية التي تدخل الخدمة ببطء.
كما أن هناك العديد من تصميمات الطائرات المسيرة المتقدمة والمتخصصة في طور الإعداد، بما في ذلك مشاريع Sukhoi الطموحة Okhotnik-B، وKronshtadt Orion-2 وSirius وGrom. في المقابل، يبدو أن مستقبل هذه الأنظمة، والذي كان محل شك منذ البداية بسبب النقص المزمن في التمويل اللازم وصعوبة الحصول على بعض التقنيات الرئيسية، سيكون الآن أكثر خطورة بعد أن وجدت روسيا نفسها مكبلة بالعقوبات التي تكاد تطال كل المجالات، في حرب اقتصادية بينها وبين الغرب. وبغض النظر عن هذه العقوبات، إلا أنه من المؤكد أن روسيا لم يفتها مواكبة ثورة الطائرات المسيرة التي عمت أرجاء العالم. إذ يجد معظم عملاء التصدير الروس متطلباتهم التي تلبي احتياجاتهم بسرعة، من النماذج الصينية والأمريكية والتركية والإسرائيلية.
ولمواكبة جيل جديد من الطائرات المسيرة، لا بد من وجود جيل جديد من الأسلحة لتكون فعالة كما ينبغي. فعلى الرغم من عرض Orion جنبًا إلى جنب مع ترسانة واسعة من القنابل الموجهة المختلفة والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، إلا أن العديد منها لا يزال حتى الآن في مرحلة التطوير، حيث يتردد الروس في إدخالها الخدمة مع العديد من المكونات الهامة التي لا يمكن إنتاجها محليًا، والتي من المحتمل أن يخضع استيرادها للعقوبات الغربية. عندما أُرسلت Orion إلى سوريا عام 2018 للاختبار التشغيلي، شوهدت وهي تستخدم قنابل من طراز OFAB-100-120 غير موجهة في مهمة غير تقليدية، وأقل فعالية بالتأكيد، بالنسبة لطائرة مسيرة مسلحة.
منذ ذلك الحين، توسعت ترسانة Orion التجريبية، مع العديد من الذخائر الأخرى، بما في ذلك نسخة من صاروخ كورنيت المضاد للدبابات والتي تُطلق جوًا (وقد استخدمت بشكل سيئ ضد مروحية مسيرة في تمرين يحاكي سيناريو غير محتمل إلى حد ما)، وصاروخ KAB-20. وقد استخدمت هذه الأسلحة كذلك في مسيرة Forpost-R، والتي تحتوي على نقطتي تعليق مقارنةً بنقاط Orion الثلاث. أظهرت اللقطات أن صاروخ KAB-20، على الرغم من كونه من أكثر أنواع الأسلحة المناسبة لهذه الطائرات المسيرة، لا يحقق حتى الآن دقة الذخائر الأخرى مثل MAM-L التركية. على سبيل المثال، في أحد السيناريوهات في أوكرانيا، تمكن KAB-20 الذي أطلق بواسطة مسيرة Forpost-R من اختراق عربة BMP-2 الثابتة التي كانت تستهدفها، مما أدى إلى حدوث أضرار فيها بدلاً من تدميرها.
يبدو أن تأثير مسيرات Forpost -R وOrion على مجريات الصراع في أوكرانيا لا زال ضعيفًا. ويعود ذلك على الأرجح، للأعداد المحدودة المتاحة من هذه المسيرات، والتصدي الفعال الذي تقوم به الدفاعات الجوية الأوكرانية (حيث أدت حتى الآن إلى تدمير مؤكد وموثق لمركبة Orion UCAV واحدة على الأقل)، بالإضافة لتواضع خبرتهم في استخدام الطائرات المسيرة. ومع ذلك، استخدمت مسيرات أخرى أصغر وغير مسلحة، مثل Orlan-10 بأعداد كبيرة حيث أثبتت نجاحًا أكبر. وحتى لو كان تطوير روسيا للطائرات المسيرة متأخراً إلى حد كبير، بحيث لن يكون لها تأثير كبير على السوق الدولية، إلا أن التجارب المكتسبة من عملياتها قد تعني أن روسيا ستُطالب بشرائها بأعداد أكبر بدلاً من الطائرات المأهولة الأكثر تكلفة. يؤكد نشر الطائرات المسيرة على كلا الجانبين، خلال الحرب الأوكرانية مرة أخرى حقيقة أن هذه الأنظمة لم تعد فقط قادرة على العمل في النزاعات الشديدة وحسب، ولكنها باتت الآن إحدى الوسائل الأكثر فعالية والتي يمكن لأي جانب استخدامها. وبالتأكيد، تبقى هذه المسيرات أقل عرضة للخطر من المروحيات الهجومية مثل Mi-28 وKa-52، والتي يمكن أن يؤدي تدميرها إلى وفاة طيارين وعليها أن تحوم بشكل عام في وضع يمكنها من إطلاق صواريخ موجهة، مما يجعلها أهدافًا سهلة.
في نهاية المطاف، لا يقتصر تميز الطائرات المسيرة على قيامها بالكثير من المهام التي تقوم بها المروحيات الهجومية بتكلفة أقل وحسب، فبينما تتعرض لمخاطر أقل، فإن لديها أيضًا إمكانات هائلة لتوسيع مهامها التشغيلية. فعلى سبيل المثال، تمكنت أوكرانيا من استخدام طائرات Bayraktar TB2 UCAV الخاصة بها في تدمير الدفاعات الجوية الروسية بنجاح كبير، مما ساهم في الحفاظ على سلامتها فضلًا عن أسلحة القوات الجوية الأخرى. ويبدو أن مثل هذه المهام لا تزال بعيدة عن متناول قوة الطائرات المسيرة الروسية الناشئة، لكنها وبحكم الخبرة التي تكتسبها في عملياتها، قد تتولى في النهاية مهام أخرى بدلًا عن مقاتلات القوات الجوية الروسية أيضًا.
يمكن الاطلاع أدناه على قائمة المركبات والمعدات التي تأكد تدميرها بشكل موثق بواسطة الطائرات المسيرة الروسية المنتشرة في سماء أوكرانيا. وكلما توفرت لقطات إضافية، تُحدث هذه القائمة. فيما لا تشمل هذه اللائحة الضربات التي استهدفت الأفراد والمباني.
– خزانات (عدد 1): T-72AMT: (دمرته Orion)
– مركبات قتالية مصفحة (عدد 2): مركبتان غير محددتان: (1، دمرتها Orion) (1، دمرتها Forpost-R)
– مركبات المشاة القتالية (عدد 1): 1 BMP-2: (1، أُعطبت بواسطة Forpost-R)
– مركبات سحب المدفعية (عدد 2): مدفعيتان مقطوعة غير معروفة: (دمرتها Orion)
– الشاحنات والمركبات (7): GAZ-66: (1، دمرتها Orion) – 4 شاحنات غير معروفة: (1، دمرتها Orion)، (1، دمرتها Orion)، (2، تضررتا بواسطة Forpost-R) – مركبتان مجهولتان: (1، دمرتها Orion)، (1، دمرتها Orion)