الجنرال الأسترالي: ميك رايان | ترجمة مركز الخطابي May 14, 2022
• وفقًا للعقيدة العسكرية الأمريكية، فإن التعبئة هي “عملية تجميع وتنظيم الموارد الوطنية لدعم الأهداف الوطنية في وقت الحرب أو حالات الطوارئ الأخرى”. من المهم التركيز على كلمة “وطني”، بدلاً من “عسكري”. هذا لأن الحروب، في نهاية المطاف، مشاريع وطنية وليست عسكرية فقط، إذ تخدم الحروب غرضا سياسيا.
• كما أن التعبئة تستوعب الموارد الاقتصادية، وقدرة المصانع، لذلك فإن أي تعبئة للقوات العسكرية يجب أن تتم كنشاط وطني مُنسَّق يوازن توزيع الموارد بين التوسع العسكري والمساعي الوطنية الأخرى.
• القدرة على التعبئة السريعة للجيش والموارد الوطنية الأخرى عنصر مهم في موقف الردع الاستراتيجي والتأهب للحرب لدى الدول. وهي أيضًا وظيفة مُدرَجَة في العقيدة العسكرية الروسية.
• تشير العقيدة الروسية إلى أن إحدى وظائف التنظيم العسكري هي الحفاظ على “قاعدة تعبئة ونشر تعبئة أمنية للقوات المسلحة وغيرها من القوات والأجهزة، فضلاً عن تحسين أساليب التجنيد وتعبئة التدريب”.
• هناك العديد من القضايا المُتعلِّقة ببرنامج التعبئة التي يجب معالجتها بأي إعلان عن نية تعبئة جيش روسي أكبر:
1- أولاً، ما هو الهدف الاستراتيجي وما مدى التعبئة اللازمة لتحقيق ذلك؟ إنه سؤال أساسي لأن هناك تكلفة باهظة للفرصة البديلة عند إعلان التعبئة الوطنية، لما لها من تأثير كبير على ازدهار الاقتصاد الوطني وفرص عمل الناس. بالنسبة لروسيا، سيُعقَّدُ نظام العقوبات الحالي حساباتهم بشأن أي قرار تعبئة. لكن هذه العقوبات ربما لن تُوقف التعبئة على المدى القصير.
2- الاعتبار الثاني هو ما يعنيه إعلان التعبئة عن تقدم الحرب. في الغرب، هناك افتراض بأن الشعب الروسي سينظر إلى التعبئة على أنها علامة على الفشل. قد يكون هذا هو الحال، لكنه اقتراح يجب اختباره.
3- الاعتبار الثالث هو الوقت: ما مدى سرعة التعبئة المطلوبة؟ هذا مرتبط بالهدف الاستراتيجي (وتقدم الحرب). سيحدد الوقت المتاح أيضًا أولويات تخصيص الموظفين والمعدات والبنية التحتية لدعم التعبئة.
4- الاعتبار الرابع هو توافر القوى العاملة: في هذه الدراسة الخاصة بتعبئة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، تم اعتبار عشرة بالمائة من سكان الولايات ممن يمكن تجنيدهم على اعتبار هذا هو المستوى الصحيح للموازنة بين تجنيد العسكريين مقابل التصنيع والاحتياجات الوطنية الأخرى. ومع ملاحظة حجم سكان روسيا (حوالي 140 مليونًا)، هناك عدد كبير من السكان يمكن من خلاله تكوين قوة عسكرية كبيرة القوام. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يكون الرقم 10 في المائة مطلوبًا (أو ميسور التكلفة).
5- القضية الخامسة هي التدريب: التعبئة تعني زيادة وتوسيع حجم القوة، وهذا يعني أن المزيد من الجنود بحاجة إلى التدريب، وهذا بدوره يعني الحاجة إلى المزيد من المُدرِّبين في التدريب الأساسي والمدارس المتخصصة. هؤلاء المُدرِّبون هم عمومًا ضباط صف وضباط ذوو خبرة.
– نظراً لخسائره القتالية، فإن لدى الجيش الروسي بعض القرارات المُهِمَّة بشأن المكان الذي يتم فيه تخصيص أفراده كجزء من التعبئة. كم عدد الذين يذهبون إلى القوات القتالية الحالية وكم منهم يذهبون لتوسيع قدرات مؤسسات التدريب.
6- المسألة السادسة هي البنية التحتية والقواعد التدريبية: أين ستتم زيادة التدريبات وهل للجيش الروسي قواعد كافية للتعبئة؟
– التدريب الأساسي لا يكفي لقوة عسكرية مختصة. كما يتطلب ما نسميه “التدريب الجماعي” الذي يبني فصائل وسرايا وكتائب وألوية مُتماسِكَة، ويشمل أيضًا تدريب الأسلحة المشترك.
– إذا كانت النتيجة المرجوَّة هي فرق أسلحة مشتركة بقيادة جيدة يمكنها المناورة والقتال في مجموعة المعركة واللواء والفرقة والمستويات الأعلى، فإن هذا التدريب الجماعي يستغرق وقتًا. إنها مهنة بدوام كامل للجنود المحترفين.
7– المسألة الأخيرة هي العتاد: تكبدت أفضل الوحدات الروسية وقواتها الأكثر تطوراً خسائر فادحة في أوكرانيا خلال الشهرين الماضيين. وكما يشير تحديث جديد لوزارة الدفاع البريطانية، “سوف تستغرق روسيا وقتًا طويلاً وتكاليف كبيرة لإعادة تشكيل قواتها المسلحة بعد هذا الصراع.
– لذا، حتى لو كانت روسيا قادرة على التغلب على القضايا المتعلقة بالقوى العاملة والتدريب وما إلى ذلك، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت لإنتاج كميات من الأسلحة والمعدات عالية الجودة المطلوبة لجيش روسي موسع.
• إذا أخذنا كل هذا في الحسبان، فإن أي إعلان للتعبئة العسكرية سيكون بداية لسلسلة طويلة من التحديات المترابطة لقادة روسيا ووزاراتها ومؤسساتها العسكرية.