“لا يمكنُكَ أن تأكلَ ولا أن تنامَ ولا أن تُطْلِقَ الرصاصَ ولا أن تتدربَ بدونِ ضابطِ صفٍ فعَّالٍ كفءٍ”
• المصدر: موقع Task & Purpose الأمريكي.
• ترجمة مركز الخطابي للدراسات – فبراير / شباط 2023
تعثرت القوات الروسية كثيراً في جميع أنحاء أوكرانيا منذ بدءِ غزوها، وسط تحدياتٍ جمة، كـ قلة الوقود والغذاء وانخفاض المعنويات بسبب مقاومة القوات الأوكرانية الشرسة. يظهرُ أن الغزو لم يحظَ بما يكفي من التخطيط والإمداد كما أفاد به مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية للصحفيين سابقاً هذا الشهر. وجَّهَ هذا الضعف في التخطيط ضربة تلو الأخرى للسردية التي روجت لها روسيا لسنوات: أنها قوةً عسكرية لا تُقهر.
هناك العديد من الأسباب تشرح كيف أن الجيش الروسي عانى بشدة في غزوه لأوكرانيا، ولكن أشدَّ معاناته تمثلت في ضعف القادة المجندين. وأن ما تفتقر إليه روسيا في قادة جنود الصف، يمثل نقطةَ قوةٍ للجيش الأمريكي.
تنفق الولايات المتحدة بسخاء لتعليم وتثقيف المجندين، فيترَقّونَ في المناصب ليصبحوا ضباط صف، وغالباً ما يُشار إليهم بأنهم العمود الفقري للجيش الأمريكي، فضباط الصف عنصرٌ أساسي في العمليات العسكرية، واعتماداً على خبرتهم التي اكتسبوها على مر السنين، يساعدون الضباطَ على قيادة وحداتهم والعمل بوصفهم قادةَ وحداتٍ صغيرةٍ.
بإمكان المجندين أن يصبحوا ضباط صف في رتب مختلفة- حسب القسم الذي يخدمون فيه- فكل فرع في الجيش الأمريكي لديه ضباط صف ويعتمد عليهم بشكلٍ أو بآخر. ولذلك يستحيل على الضباط في الجيش الأمريكي أن يتصوروا العملَ العسكري بدون ضابط صف. فحيثما يأتي ضابط مبتدئ إلى وحدته الأولى محملاً بمعرفةٍ تقنية بالعقيدة العسكرية، يجد ضباط صف مُثقلين سنوات من الخبرة العملية يمكنها تحقيق التوازن بينهما.